هكذا دالت دولة بني خالد؟ الانباء الكويتيه السبت 2 يونيو 2007 - الانباء
السبت 2 يونيو 2007 - الانباء
سألت التاريخ المعلم «أمـا ترى ما نحن فيه؟ ما رأيك؟».قال: «قبلكم كانت لبني خـالد دولة استمرت 130 عاما، ثم اختفت، أتدري كيف؟ ولماذا؟».قلت: «لا، كيف؟ ولماذا؟». قـال: «كـانوا يديرون بلادهم بالحكمـة، في مقـابل عجز الأتراك، في عام 1670 مـيلادي، عن إدارة شؤون القبـائل، واقتصارهم عـلى الإقامة في مـدينة القطيف والقـلاع التابعـة لهم، إلا أن بني خـالد كانـوا ينظمون حـركـة التجـار من مـوانئ الخلـيج ومناطق الإحساء إلى حلب ومـوانئ البـحـر الأبيض المتـوسط في قـوافل يتولون حراستها، وكلما مرت تلك القوافل ببلدة انضـمت إليها قوافـل جديدة، حـتى تصل إلى عشـرة آلاف بعير في نهاية الرحلة، في مـقابل اضطراب الأمن في موانئ العراق جراء الحروب واحتلال الفرس للبصرة من حين إلى آخر.قلت: «إذن كـانوا يعـملون كقـوة عـسكرية فقط؟! ».قـال: «كـانوا يديرون دولة، فـيـها قـضـاة أشهـرهم حسين بن مـحمـد العدسـاني ويلقب بقاضي القضاة، ثم خلفه ابنه محمد العدساني، في العام 1723م، وقد أشار «لوريمر» إلى تسامح بني خالد مع المذاهب الأخرى، ففي عام 1708 كان للزعيـم الخالدي سعـدون بن محـمد وزير من المذهب الشيـعي اسمه ناصـر، مع من حوله من العلمـاء مثـل احمـد بن عبـدالقـادر من المذهب الشـافعي، عـبدالرحـمن الزواوي المالكي، وابن عـفـالق من المذهب الحنفي، وكـان يقـبل منهم النصح والإرشاد، كمـا تبينه رسائلهم له، ورده عليهم فيما هو مثبت في المراجع التاريخية.قلت: «حسـنا، لماذا اضمحلت دولـتهم وهذه صفاتها؟! ».قـال: «نشـأ النزاع والتنـافس داخل البـيت الخالدي في عام 1723 على الزعامة التي شغرت بوفـاة سـعـدون بن حـمـيد، فـنشـبت بينهم صراعات، استعان فـيها دجين بن سعدون على منافسيـه بقوات من الخارج، من قبـائل المنتفق، التي قـامت بتلبـية النداء ومـحـاصرة مـدينة الإحساء واقـتحامها ونهبـها، وكان هذا هو أول تدخل خـارجي في عام 1727، ثم تجـدد الصراع حيث قتل دجين عمه علي بن محمد في عام 1730، وتمكن العم الآخـر سليمان بن مـحمـد من قتل دجين بن سعـدون، واستمرت سيطرة سـليمان بن محمد حتى عام 1753 حينما قرر المغادرة الى منفى باخـتيـاره في «الخرج»، بعـد أن شعـر بكثرة الدسائس التي تحاك ضده، فتولى عريعر بن دجين بن سعدون الزعامة التي استمرت إلى عام 1774، وبعـد وفاته تجـددت المنافسـة على خلافته بين أبنائه الثلاثة، حيث اتفق اثنان منهم على قتل الثالث ـ الذي تولى الزعـامة بعد والده ـ خنقـا، وبعد تولي أحـدهمـا الحكم لمدة شهـر توفي وفاة طبيعية فحكم الآخر لفترة فقد بعدها الزعامة في انقلاب جديد. . . وهكذا».قلت: «أين كانت الكويت في تلك الفترة؟! ». قال: «نشـأت الكويت قـبل وصول العـتوب اليهـا، حيث كـتب بعض الرحالـة في عام 1709 أنهم مـروا بها ووصـفوها بأنهـا بلدة عامـرة، تشبه مدن الإحساء وتتوافر في أسواقها الأغذية واللوازم والفـواكـه التي تجلب من البـصـرة، وتشير وثيـقة عثمانـية في عام 1702 الى ان في الكويت 2000 بيت، بينمـا بدأ وصـول العتـوب اليهـا في العام 1716، بموافـقة الزعـيم الخالدي سعدون بن عـريعر كما هو مـعروف، الذي زار الكويت بعد وفاة الشـيخ صباح بن جابر وذلك لتعزية ابـنه عبدالله، الذي خرج الى لقـائه غير مصـحوب بحراسـة كافيـة، ما جعل سـعدون يعـاتبه عـتابا أبويا لقلة احـتيـاطه فرد علـيه عبـدالله بأن خروجـه بهذه الطريقـة لمعرفـته بهوية القادمين».قلت: «بماذا تنصحنا، سيدنا «التاريخ»؟! ». قال: أنتم تقولون «لو دامت لغـيرك ما اتصلت اليك». . . وأنا أقول لكـم «اقرأوا التاريخ جـيدا، ولا تكرروا أخطاء من سبقكم وصراعاتهم».
الكاتب.فيصل الزامل
الانباء الكويتيه السبت 2 يونيو 2007 - الانباء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ali_aim@hotmail.com